-A +A
علي مكي
التغيير الذي حدث في هرم المؤسسة الرياضية، بشكل طارئ، قبل سنتين، بعد المشاركات الأسوأ لفرقنا الوطنية في بطولات قارية ودولية ليس كافيا لأن نقول إننا نتجه بقوة للإصلاح الرياضي، الكروي تحديدا، لأن خطوات يجب أن تتخذ سريعا وعميقا في المشهد الإداري داخل الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهذه الخطوات مرتبطة بضرورة التغيير داخل اللجان تغيير العقليات والآليات معا بعد مراجعة فاحصة لكل هذه اللجان ولوائحها وقوانينها ومعايير عملها، فقد ولى زمن أهل الثقة من زمان ويجب ألا نتأخر في استقطاب الكفاءات القادرة على التفكير والإضافة ومعالجة الترهل والتكلس الذي أودى بكرتنا إلى هذا التراجع المؤسف في العقد الذي انصرم للتو، فضلا عن الفوضى التي شاعت ولا تزال حتى يومنا هذا وطالت كامل تفاصيل اللوحة من أعلاها إلى أسفلها فملأتها بالتشوهات، وها هو حتى القاع لم يسلم في الفترة الماضية من هذا الانفلات السيئ الذي يسيء للمنافسة الشريفة ولأخلاق الرياضة وفروسيتها النبيلة!

الأمير عبدالله بن مساعد رجل طموح وقد كوَّن خبرة جيدة وعايش فترات الأمجاد والزمن الجميل كما شهد حقبة الانكسارات والخيبات والمرارات، لذا بإمكان سموه رسم الخطوط العريضة للعودة التي يحلم بها كل السعوديين، وهو يستطيع ذلك مدعوما بإخلاصه ورزانته وعقلانيته، فضلا عن انفتاحه على التجارب الرياضية الكروية والشبابية والأولمبية العالمية أثناء جولاته العديدة في أوروبا وأمريكا والاستفادة من كل الاتفاقيات التي تم توقيعها سابقا مع عدد من اتحادات ولجان الدول المتقدمة رياضيا وكرويا، سواء على المستوى الإداري أو الفني. وأول خطوة يمكن ننتظرها من الرئيس أن يفصل الاتحاد السعودي لكرة القدم عن الهيئة العامة للرياضة، ليس فصلا شكليا كما هو حادث مع الاتحاد الحالي وإنما يكون انفصالا واقعيا شكلا وموضوعا، فالهيئة العامة للرياضة مهماتها ومسؤولياتها متعددة وعليها رسم الإستراتيجيات والخطوط العريضة للاستفادة من الكوادر الشابة، من الجنسين، والتي تشكل اليوم النسبة الأكبر من سكان بلادنا ويجب الاستفادة من طاقاتهم وأفكارهم الجديدة والمتجاوزة!!


إننا ننتظر انتخابات مختلفة هذه المرة يقدم فيها المرشحون برامجهم المحددة زمنيا وآلياتهم لتطوير اللعبة وإخراج الكرة والرياضة السعودية عموما من أزمة العقد الأخير على أن يتحملوا المسؤولية كاملة ويحاسبوا على أي إخلال بالبرنامج المعد.

يجب أن نبحث مصلحة البلد الذي تمثله عشرات الأندية واللاعبين والرياضيين العديدين لا أن نبحث عن مصلحة فريق واحد وناد بعينه ولون أوحد فقط!

* * *

بعد أكثر من سنتين وفي كل مرة يتذكر الجمهور السعودي «سيدني» فيذهبون سريعا، جماعات ووحدانا (للطقطقة) على الهلال؟ وهو أمر لا يحدث من الجماهير مجتمعة باختلاف ميولها ضد فريق آخر سوى الهلال، وأعتقد أن الأمر يعود إلى الانطباع العام لدى الشارع الكروي أن الهلال والهلاليين على رأسهم ريشة أحيانا تخففها عليهم وأحيانا أخرى تخفيها أي تصرفها عنهم، فضلا عن مرات أخرى ينجح الهلال بدعم كبير من آلته الإعلامية الهائلة في تمييع قضايا كبيرة ضده باستخدام الصوت العالي كما حدث في سنوات سابقة.

غير أنني ضد هذا التعصب إذا كان يجعلنا نساند الآخر ضد وطننا مهما كانت الأسباب، لكن الاستغراب وحده لا يكفي ولا الإنكار ولا الشجب وإعلان موقف الضد من هذه الممارسات المقيتة، بل إن الأمر الذي يحدث مع الهلال من جماهير الفرق الأخرى مجتمعة، يجب أن يخضع للدراسة والتحليل واستطلاع الآراء لمعرفة لماذا يكرهون الهلال بهذا الشكل السافر وغير الجميل؟